ما الفرق بين المضاربة والاستثمار؟

دائماً ما يتداخل في المصطلحات المالية مصطلحان وهما المضاربة والاستثمار، ولكن دائما ما نجد الكثير يخلط ما بين مصطلحي الاستثمار والمضاربة ولا يعرف ما هو الفرق بينهما، حتى أن البعض قد يظن بأنهما مصطلحات لنفس المعنى، لكن الحقيقة أن كلاهما مختلفان تماماً، فعلى الرغم من أن المضاربة والاستثمار كلاهما شكل من أشكال الاستثمار إلا أن لكل واحد منهم مقومات خاصة بهم تميز عن الآخر.

لذلك نجد أسئلة تكررت حول هذا الموضوع مثل ما هو الفرق بين المستثمر والمضارب وأيهما أفضل المضاربة أو الاستثمار؟ وعدة أسئلة حول هذان المصطلحان. لذلك قررنا في موضوع مقالنا اليوم تجزئة المقال لنتعرف ما هو الاستثمار والمضاربة وما هو الفرق بينهما.

ما الفرق بين المضاربة والاستثمار؟

ما الفرق بين المضاربة والاستثمار؟

يخلط الكثير من الشخاص بين المضاربة و الاستثمار او ان الفرق غير واضح بالنسبة لهم، حيث ان الفروقات بينمها رغم انها جوهرية الا انها قد تكون غير مرئية للبعض.

ان كنت من المقبلين على الدخول في عالم الاعمال و الأموال فانه من الضروري جدا معرفة الفرق بينة الاعمال الاستثمارية و ما تعنيه وتقدمه، و بين عمليات المضاربة واساليبها وما تقدمه في عالم الاعمال.

يمكن لرواد الاعمال التفريق بين العمليتين لكن بالنسبة للإنسان العادي او المبتدأ في هذا المجال، قد تتداخل المفاهيم لديه بعض الشيء، وحرصا على تحقيق الاستفادة الأكبر و الأنسب يجب على المبتدئين البحث عن المصطلحات و معانيها، فذلك يضمن لهم المعرفة اللازمة لتحقيق المكاسب التي يمكن لهم تحقيقها من خلال العمليات المختلفة في هذا العالم.

سنعمل في هذا المقال على تقديم الفروقات بين عملية الاستثمار، وعملية المضاربة وشرح المفاهيم الصحيحة حول كلٍ منهما.

ما هو الاستثمار؟

الاستثمار هو تخصيص قيمة معينة من المال لشراء أصول او قيم ثابتة في مشاريع معينة بهدف تحقيق دخل ثابت و مستقر من هذه العملية التي تتميز بالاستدامة و الاستقرار وتحقيق المكاسب على الأمد الطويل.

وتتعدد أساليب و طرق الاستثمار بتعدد الفرص المقدمة و المستحدثة الا ان بعض الأمثلة الشائعة يمكن ربطها بشكل مباشر بعملية الاستثمار مثل: السندات، العقارات، الأسهم، الذهب وغيرها من هذه الامثال. ويمكن ربط عمليات التعلم او إعادة التدوير بعمليات الاستثمار فهي نوع من أنواع الاستثمار فعلاً. حيث ان هذه العمليات يمكن من خلالها تحقيق المكاسب المادية على الأمد الطويل.

وتقدم الاستثمارات الضخمة الفرصة لرفع نسب النتاج المحلي في البلدان التي تتم فيها عمليات الاستثمار هذه، وذلك من خلال المزايا والخدمات التي تقدمها هذه الاستثمارات للبلاد مثل: تامين فرص عمل، زيادة الإنتاج المحلي، رفع سوية الاقتصاد لهذه البلاد. 

قد يكون الاستثمار هو الحل الأمثل لضمان مستقبل مستقر وتحقيق الامن المالي في الغد البعيد.

يمكن ان تكون الأسباب كثير التي قد تدفعك للاستثمار اليك بعضا منها.

مميزات الاستثمار

يمكن للاستثمار ان يكون اكثر الحلول اماناً لتحقيق المكاسب المالية، لهذا السبب يجب معرفة الميزات التي يقدمها، ومنها:

  • يضمن لك الاستثمار تحقيق مكاسب مادية جيدة من خلال الأموال التي تقدمها لهذه المشاريع الاستثمارية بدلا عن تجميدها وابقائها بقيمة ثابتة على شكل مدخرات.
  • يقدم لك الحل الأمثل للتعامل مع مشاكل التضخم المالي التي تتبعها انخفاض القيمة الشرائية للأموال، حيث ان استثمار الأموال في مشاريع ناجحة يؤمن لك الحفاض على القيمة الشرائية من خلال زيادة الأموال.
  • يمكن من خلال الاستثمار تامين الاستقرار المالي و العمل بصيغ تتيح تامين المستقبل أيضا.
  • يمكن أيضا ان نعتبر الاستثمار من الطرق الفعالة لتحقيق الثروة التراكمية التي تبنى من خلال الوقت كعامل أساسي.

يمكن تصنيف الاستثمارات الى نوعين بشكل عام وهما:

1- الاستثمارات التقليدية:

وينتمي لهذا النوع الاستثمارات من أمثال الودائع الثابتة، صناديق الادخار، الأسهم، السندات و غيرها الكثير من الشكال الاستثمارية.

2- الاستثمارات البديلة:

يمكن ان نضع تحت هذا النوع من الاستثمارات جميع الاستثمارات المستحدثة و المبتكرة لتحقيق الأرباح، من مثل: العقارات، المنتجات المعاد تصنيعها، المقتنيات الاثرية والقديمة، اللوحات و الاعمال الفنية وغيرها من اشكال الاستثمار الاحتياطي.

ما هي المضاربة

المضاربة بشكل عام هي شراء الأصول قصيرة الأمد وإعادة بيعها لتحقيق ربح سريع منها. الا ان هذه العملية تعد غير امنة او مستقرة ماليا حيث ان الخطورة في انخفاض قيمة هذه الأصول عالية، ولا يمكن تووقع العوائد المادية من المضاربة بشكل دقيق. فهي على عكس الاستثمار الذي يحتاج الى تفكير وبحث دقيق ومطول للبدء في مشروع استثماري ما. يتم اتخاذ القرارات فيها بشكل سريع ومفاجئ أيضا بالتالي هي اقرب الى لعبة احتمالات قد تكون في صالحك او لا.

الا ان المضاربة هي احد اشكال تحقيق الأرباح الكبيرة بصورة سريعة ومع هذه السرعة تكون المخاطرة اكبر اذ انها أيضا طريق لخسارة الأموال بصورة كبيرة أيضا. ويمكن القول ان المضاربة لا تتمتع بالآراء الإيجابية بين المحللين كالاستثمار الا انها تجذب العديد من الناس عن طريق نسب الأرباح العالية و الوقت الأقل في تحقيق ذلك.

مميزات المضاربة

يمكن تلخيص الميزات التي تقدمها المضاربة من خلال:

  1. الوقت في تحقيق الأرباح: حيث تقدم المضاربة الفرصة لتحقيق الأرباح بمعدل وقت اسرع جدا من الاستثمار.
  2. الأرباح المكتسبة: حيث يمكن تحقيق أرباح مذهلة من خلال المضاربة وذلك ان كانت الاحتمالات في صالحك.
  3. توفير السيولة المطلوبة للأسواق: حيث يتم من خلال المضاربة تشغيل العديد من الأسواق التي تحتاج الى سيولة بشكل مستمر ودائم.

بعد هذه الشروحات عن الموضوعين يمكننا الان القيام بالمقارنة الفعلية بين المضاربة و الاستثمار.

الفرق بين المضاربة والاستثمار

يمكن القول ان المضاربة والاستثمار يختلفان بشكل كلي واساسي في الوقت المتوقع لتحصيل الأرباح، بحيث يمكن تحصيل الأرباح من خلال الاستثمار على مدة زمنية طويلة قد تمتد للعديد من السنوات، بينما تحقيق الأرباح في المضاربة يتم بمدة لا تتجاوز الأشهر.

وتختلف المضاربة عن الاستثمار في الية تحقيق الربح حيث ان الربح في المضاربة يتم تحصيله بشكل فوري اما في الاستثمار يمكن ان يكون الربح على شكل دفعات شهرية او سنوية او قد يكون حصة متزايدة من اصل ثابت وغيرها من الطرق لذلك.

يختلف أيضا معدل الخطورة والمغامرة في خسارة الأموال بين الاستثمار الذي يعد اكثر امناً من المضاربة في نقطة الأمان حيث تتم هذه العملية وفق بحوث ودراسات حتى تتم عملية اتخاذ القرار بالاستثمار في شيء ما، وبعكسها المضاربة التي تعتمد على القرارات السريعة لضمان عدم إضاعة الفرصة في تحقيق المكاسب.

الخلاصة

تعد هذه هي الفروقات الرئيسة بين المضاربة و الاستثمار والتي يمكن ان تتوسع للكثير من الفروقات التي يمكن ايجادها من خلال معرفة كل عملية على حدى، وقراءة الشروحات المبينة في البداية.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا الشرح الذي تعرفنا على الاستثمار والمضاربة وما هو الفرق بين المضاربة والاستثمار، أتمنى أن ينال المقال إعجابكم آملين الاستفادة منه للجميع.

مواضيع ذات صله:

كيف افتح مشروع ناجح بأقل الخسائر

 ماهي أفضل صناديق الاستثمار السعودية